يخطىء الكثيرون حينما يتوهمون أن التشكيك في الصحابة والخوض في أعراضهم بما يشينهم وما يسيء إليهم أمراً هيناً سهلاً يمكن غض الطرف عنه ، وللأسف أن هؤلاء يتناسون أن التشكيك في الصحابة يعني التشكيك في رسالة الإسلام لأن الصحابة هم من نقلوها إلينا والتشكيك في الرسالة يعني التشكيك في صاحبها ومبلّغها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشكيك في الرسول صلى الله عليه وسلم تشكيك في المولى جل والعلي الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وأمره بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة ،
وهكذا فلا يمكن أن يُتصور السكوت على هذا التشكيك أو الإساءة لمجرد الحوار أو التقريب ، ومن ثم فلا يُعقل أن ننادي بالتقريب مع هؤلاء المشككيين المسيئين ، وليعلم الجميع أن الكثرة ممن يُراد التقريب معهم يتعرضون للصحابة بأسفل الألفاظ وأبشعها ، وبقلوبهم المريضة وألسنتهم الخبيثة يختلقون الروايات ويستندون إلى الأباطيل والموضوعات وفي المقابل يردون الصحيح من الروايات ؛ وما يفعلون تلك الجرائم إلا ميلاً إلى الأهواء وتنفيساً عن الأحقاد وتضييعاً للحقائق الدامغات ولبساً للحق بالباطل بشكل جعلهم يبيعون دينهم ويشترون دنياهم من أناس
يحسبونهم مهتدون وهم في الحقيقة ضالون مضلون؛ ولهذا كله وغيره الكثير لا يُعقل التقريب مع أمثال هؤلاء طالما ظلوا على بغيهم وتمسكوا بأفكارهم وعقائدهم الباطلة فكيف توضع أيدي الأبرار مع شاتمي الصحابة الأخيار؟!! . إن هؤلاء الأفاكين حينما تستمع إليهم تجدهم يبحثون عن أي فرصة للحديث عن الصحابة لا لذكر فضائلهم بل للأساءة إليهم ومن الأمثلة الدالة على ذلك ما ذكره أحدهم في تفسيره لقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) حيث يُدخل هذا الآفاك الصحابة في الأمر فيدّعي أنهم لم يراعوا قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم كانوا خونة متآمرين تآمروا من أجل الخلافة حتى يأخذوها من صاحبها على رضي الله عنه ثم
يضرب مثالاً من أسوأ ما سمعته من تشبيه للصحابة رضوان الله عليهم فيقول هذا الآفاك " أن البابا يوحنا بابا الفاتيكان السابق حينما مات لم يتعجل نوابه في خلافته بل ظلوا مدة بلغت خمسة عشر يوما من أجل الدفن وإقامة العزاء واستقبال الوفود التي أتت لألقاء النظرات على جثمانه ولكن الصحابة الخونة المتآمرون لم ينتظروا دفن النبي صلى الله عليه وسلم بل قاموا بالتآمر في سقيفة بني ساعده ونصبوا ذلك الخليفة عليهم ونسوا وصية الرسول لهم بخلافة علي رضي الله عنه " ، ويا لها من جرأة بل وحماقة من هذا الرجل في تفضيله للنصارى على الصحابة فالنصارى عنده أوفياء
بينما الصحابة عنده - كما يزعم - أندال باعوا صحبتهم للرسول بكل سهولة من أجل خلافة وملك ، ولا شك أن في هذا افتراء بيّن على الصحابة وجزء من حملات التشكيك في إيمانهم وحسن صحبتهم لنبيهم وكلام مفترى يستطيع أي مسلم ذو علم ولو قليل أن يرد عليه ويسد فاه قائله ويدحض أباطيله والتي من جملتها أيضا جعله آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أعدى أعداء الصحابة رضوان الله عليهم وللأسف وكعادته ينقل روايات مكذوبة لتثبت فريته وتؤيده فيما يذهب إليه ، وهكذا حال القوم على قنواتهم التلفزيونية وفي مواقعهم على الشبكة العنكبوتية وفي مجلاتهم وصحفهم اليومية
والأسبوعية ومن قبل ذلك في مراجعهم الأصلية والمعتمدة وكلام أئمتهم وعمائمهم .. أبعد ذلك كله يمكن أن يكون هناك تقريب مع أمثال هؤلاء ؟!!! . إن المشكلة التي يقع فيها دعاة التقريب مع الشيعة أنهم يعتبرون الخلاف معهم خلاف سائغ مقبول وأن معاداتهم ستضر بالأمة وتضرب وحدتها وتشق صفوفها وللأسف أن هؤلاء تناسوا أن أهل السنة ما أرادوا ذلك الخلاف ولا يرغبون فيه وأن الشيعة هم من يختلقون ذلك الخلاف بما يبثونه من أكاذيب وما ينشرونه من أباطيل بل إن عقيدتهم قائمة على أنه يجب مخالفة أهل السنة في كل شيء وهذا أصل من أصول إيمانهم وستجد هذا في كل ما يفعلونه وما
يكتبونه ، فالمشكلة ليست في أهل السنة بل في هؤلاء الشيعة الذين يضربون وحدة المسلمين ويشككونهم في عقائد ثابته وأصول راسخة فتراهم تارة يتحدثون عن تحريف القرآن ويصرون على ذلك بل ويكتبون في ذلك كتب ، وتارة يتعرضون للسنة ويكذبون كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مادام ذلك عن طريق الصحابة الذين يكفرونهم إلا سبعة أو أقل من ذلك ، وتارة يشككون في الرسول وصدقه في تبليغ رسالة ربه ، وتارة يجعلون علياً رضي الله عنه أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك الكثير مما لا يقبله أي مسلم عاقل ؛ ولهذا فإن أهل السنة طريقهم واضح جلي لا يزيغ عنه
إلا هالك ، وموقفهم من كافة القضايا الكبرى ثابت لا يتغير ، فالمشكلة ليست عندهم بل عند هؤلاء الشيعة الذين لا تكف ألسنتهم عن مهاجمة أهل السنة والسعي إلى الخلاف معهم ولو في أبسط القضايا والفروع بل وأكثر من ذلك السعي إلى إبطال ما يؤمنون به وما يعتقدونه.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق