هذه المجموعة مخصصة للدعوة إلى الله
والحوار الأخوي بين الأديان والمذاهب
نشترط فقط الأدب والدليل
ملالي طهران يستثمرون في القضية الفلسطينية!
د. أيمن الهاشمي جريدة السياسة الكويتية 16-شوال-1430هـ / 5-أكتوبر-2009م
لقد تكشفت للشعب الإيراني حقيقة نظام الملالي الدموية ولن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه في الماضي.
استمع العالم عبر القنوات الفضائية إلى ما أطلقته جموع الإيرانيين الغاضبين يوم الجمعة 18 سبتمبر الماضي, خلال احتفالات ما سمي بـ"يوم القدس العالمي" في الجمعة الأخيرة من رمضان بناء على ما أعلنه مؤسس النظام آية الله الخميني إذ تجري في مثل هذا
اليوم من كل عام مسيرات واحتفالات حكومية للإعلان عن نصرة قضية الشعب الفلسطيني.
ولكن تظاهرات هذه السنة تحولت إلى تظاهرات غضب ضد "الولي الفقيه" عندما أطلق المتظاهرون الغاضبون شعار "لا غزة ولا لبنان ...نفديك يا إيران" وبذلك عبروا عن وجهة نظرهم تجاه دجل الملالي في اعتبار الجمعة الرمضانية الأخيرة يوما عالميا للقدس!
كما جاءت التصريحات المثيرة خلال مراسيم توديع وزير الدفاع الإيراني السابق وتقديم خليفته الجديد, قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي أن دعم بلاده للقضية الفلسطينية هو "شكل من أشكال الاستثمار
للحصول على امتيازات إقليمية ودولية".
ونقلت مواقع إيرانية رسمية عن فيروز آبادي في المراسم التي شارك فيها كبار القادة العسكريين الإيرانيين, قوله "إن دعم القضية الفلسطينية رغم التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل أمرًا عبثيا ومكلفا لنا ولم يفرض علينا بل انه يعد ضربا من الاستثمار لتحقيق مصالح إقليمية ودولية لنا"! وفي الوقت نفسه اعتبر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية والمقرب من المرشد علي خامنئي, أن نظرة بلاده إلى حركات التحرر والمقاومة الإسلامية على صعيد السياسة الخارجية الإيرانية, تنطلق من "أسس إنسانية محضة" وأنها
تنسجم مع "المسؤوليات الدينية والعقائدية لإيران" وفق تعبيره.
إلا أن فيروزآبادي أكد في الوقت نفسه "أن هذا الموقف من ناحية أخرى يضمن الأمن والمصلحة القوميين لبلادنا". وشدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية "أن دعمنا لحركات التحرر يدخل في صلب حماية الأمن القومي الإيراني ويزيد من قوتنا الإقليمية وهو في سياق ما ننفقه للحفاظ على أمننا القومي واتساع رقعة قوتنا في المنطقة".
للعلم فإن الفريق "الباسيجي" التعبوي) حسن فيروز آبادي يشغل منصب رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية منذ عام 1989 أي بعد أن أصبح آية الله علي خامنئي مرشدا
للنظام بُعيد وفاة آية الله الخميني وتربطه صلة وثيقة به.
وكان فيروزآبادي في فترة دراسته بفرع "البيطرة" في مدينة مشهد مسقط رأس خامنئي يحضر في صفوف الأخير لتلقي العلوم الدينية وتطورت العلاقات بينهما ليصبح لاحقًا رئيسًا للقوات المسلحة الإيرانية.
وكان فيروزآبادي من أبرز الداعمين لاحمدي نجاد خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقد أطلق بشكل مكشوف تصريحات تؤكد دعم العسكر لأحمدي نجاد الأمر الذي أثار غضب الإصلاحيين ومنهم مهدي كروبي الذي وجه رسالة شديدة اللهجة إليه أكد خلالها أن العسكر لا يحق لهم التدخل في الشؤون السياسية
والانتخابية بناء على توجيهات المرشد الراحل الإمام الخميني.
لقد تكشفت حقيقة دجل الملالي في ادعائهم مساندة القضية الفلسطينية ومطالبتهم تحرير القدس, التي رفع الخميني وقتها شعار "طريق تحرير القدس يمر ببغداد!" وكأنه أراد أن يعلمنا الجغرافية, ولكنه قصد أن تدمير بغداد هو الطريق إلى القدس. لذلك حرص الملالي ومازالوا على تخريب بغداد عاصمة العراق وتدمير العراق ونشر الفوضى العارمة فيه, وتحريك عملائهم لنشر الفتنة الطائفية والاقتتال الطائفي, وفي الوقت الذي يحتفلون فيه بيوم للقدس ولنصرة القضية الفلسطينية فإن أزلامهم ومواليهم في بغداد
ذبحوا أكثر من 600 لاجئ فلسطيني وشردوا 30 ألف لاجئ إلى ما بعد الحدود في مأساة جديدة للشعب الفلسطيني تفضح أكذوبة يوم القدس وأكذوبة نصرة ملالي طهران للقضية الفلسطينية!
لقد شهدت مختلف المدن الإيرانية مظاهرات شعبية يوم الجمعة 18 سبتمبر الماضي ان الولي الفقية كان قد أعلن اتخاذ إجراءات مشددة لمنع حدوث أي مظاهرة في إيران, وهدد المتظاهرين بعدم القيام بالمظاهرات, إلا انه وفق الوكالات والشهود بسبب كسر شوكة الولاية خرج أبناء الشعب الإيراني إلى الشوارع للتعبير عن آرائهم ضد النظام المنبوذ أي نظام الولي الفقيه. في حين أن النظام كان يدعي انه
مسيطر على الأوضاع في داخل إيران والمظاهرات السابقة كانت تتعلق بجناح خاص والان انتهت!
كان النظام يدعي بأنه وبعد قمع المظاهرات العارمة خلال الشهرين الماضيين واعتقال الآلاف من المواطنين لن تشهد المدن الإيرانية أي مظاهرة! وبعد مثول ما يسمى بـ"الإصلاحيين" أمام محكمة صورية حيث عبروا عن ندمهم على ما فعلوه كان ينوي النظام أن يؤثر في معنويات أبناء الشعب ويخيب آمالهم إلا أن مظاهرات يوم الجمعة أثبتت عكس ذلك.
لقد تكشفت للشعب الإيراني حقيقة نظام الملالي الدموية, ووقع الشرخ في رأس النظام, فلن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة
الشعبية. والآن ليس أمام النظام إلا تصعيد الخناق والقمع الامر الذي يعتبر بمثابة "صب الزيت على النار"! لأن المجتمع الإيراني كـ"قدر بخار" أو "برميل بارود" لن يتمكن النظام من منع خروج البخار منه.
وكما كتبنا قبل فترة عن أحداث إيران الداخلية وتذمر الشعب الايراني وسخطه تجاه سياسات الملالي فإن ما حصل ما هو إلا بداية النهاية لنظام الولي الفقيه الديكتاتور في إيران, وسيثبت قابل الأيام ذلك.
اكاديمي عراقي مستقل
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق