3/10/2011

ولا يـزال للـشـيـعة مـطايـا بـيـنـنـا, بـقـلـم : أبـو سـعـيـد




 
 ولا يـزال للـشـيـعة مـطايـا بـيـنـنـا, بـقـلـم : أبـو سـعـيـد

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وصحابته وبعد


من مصائبنا نحن أهل السنة والجماعة أن فينا من يُدخل نفسه في الخلاف السني الشيعي وهو جاهل بمعتقد التشيع وتأريخه الطويل المشين , ولا يكلف هذا المتطفل نفسه قراءة كتاب واحد من كتب الشيعة ويكتفي بما يسمع من هذا الشيخ وذلك المرجع من ملالي الشيعة الذين يتفننون في إستخدام التقية , وترى هذا
المتطفل الجاهل بمعتقد التشيع يكيل المديح ويشكر المراجع الشيعية لأنها لا تسب الصحابة أو لا تكفرهم , ويعتبر ذلك فتحاً مبيناً ومنة منهم يجب أن نشكرهم عليها ونطوق بها أعناقنا .


إن الكتابة في قضية من القضايا يستلزم من الكاتب الإحاطة بكل جوانب القضية التي يكتب فيها ويشترط أن يكون مطلعاً على خفايا وأسرار وأسس هذه القضية لكي يقدم المعلومة الصحيحة الموثقة , وإلا فإنه سوف يكشف جهله ويُسقط نفسه من الإعتبار .

وقد دفعني للكتابة حول هذا الموضوع مقالة كتبها أحد الأشخاص يدافع فيها عن المراجع الشيعية ويكيل
المديح لهم لأنهم تكرموا وأفتوا بحرمة سب الصحابة وأمهات المؤمنين , ويكيل الإتهامات للعلماء الذين وقفوا في وجه المشروع الصفوي الساعي لهدم الإسلام وإذلال العرب والإنتقام منهم .


وقد ركز الكاتب على فتوى المرشد الأعلى للثورة الخمينية وكذلك بعض أقوال المرجع فضل الله ومن قبلهم آية إبليس خميني قبحه الله , وخلط الكاتب بين مواقف هولاء المراجع وبين مواقف أهل البيت رضي الله عنهم فيمن يسب أو يكفر صحابة رسول الله وأزوجه , وكأن موقف آل البيت من صحابة الرسول وأزواجه هو نفسه موقف الخميني وخامنئي وغيرهم من مراجع الشيعة , والحق
الذي لا ريب فيه أن الأمر ليس كذلك , وحاشا آل البيت من أن يكون أتباعهم من هولاء الزنادقة الذين كفرهم كل علماء الإسلام وعلى رأسهم الأئمة الأربعة .


إن فتوى خامنئي المزعومة والتي هلل وصفق لها البعض ممن إرتضي أن يكون مطية للمشروع الصفوي ليس لها وجود , إنما هي أقوال نسبت إليه ولم تصدر بشكل رسمي ولم تنشر في وسائل الإعلام الإيرانية ولا المواقع التابعة لإيران , وهذه الفتوى أو الفسوى والتي فاح نتنها وإستنشقها بعض المنتسبين لأهل السنة حتى أفقدته بصره وبصيرته لا تقدم ولا تؤخر , ولسنا بحاجة لفساوى المراجع ولا تهمنا من قريبٍ
ولا بعيد.


ثم إن هذا الفسوى الخامنئية المزعومة خرجت وبيارق التقية والمكر الصفوي ترفرف عليها, والدليل على ذلك الأمور التالية :

1 – تقول الفتوى المزعومة ( يحرم الإساءة إلى رموز إخوننا السُنة ) والمقصوم برموز أخوانهم السُنة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , والصحابة رضوان عليهم رموز الإسلام ومن لا يعتبرهم رموزاً له فليس من المسلمين ولا نرضى بحالٍ من الأحول أن يكون منا نحن أمة الإسلام .

2- حرم خامنئي بزعمهم إتهام زوجات الرسول والمساس بشرفهن ,ولم يتطرق إلى تبرئة أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها والتي كانت محور القضية التي أخرجت تلك الفسوى الخامنئية المزعومة . والسبب في ذلك هو أن خامنئي وغيره من شياطين الشيعة يكفرون زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لا سيما عائشة وحفصة التي لا يشك أحد منهم في كفرهما , والأمر الأخر لعدم ذكر خامنئي لأم المؤمنين عائشة هو إعتقاد الشيعة أن رسول الله وكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تطليق عائشة إن هي خرجت عليه , وتذكر المصادر الشيعية وبرواياتٍ موثقة من قِبلهم أن علياً طلق عائشة , وبذلك فهم يخرجونها من زمرة أزواج النبي ولا يعتبرونها منهن .


3- إن المتجول في مكتبات
طهران وقم , ومواقع المراجع والآيات الشيعية , يعلم يقيناً بأن الحرب الدائرة من الجانب العقائدي في هذا العصر بين السُنة والشيعة محورها صحابة رسول الله وأزواجه , وقد جيش الشيعة برعاية إيرانية كل كذبة الأرض وزنادقتها لإسقاط هولاء الصحابة والطعن في إسلامهم , بل بتكفيرهم وإتهامهم بأشنع التُهم , وكذلك زوجات النبي خاصةً عائشة وحفصة , أن ما كتب ضد صحابة رسول الله وأزواجه وما كذب عليهم منذ قيام الثورة الخمينية لم يكتب ولم يكذب مثلة على طول فترات التأريخ الشيعي , بل إن الثورة الخمينية أفرزت فئات من الشيعة الشعوبية الكارة لكل ما هو عربي ولكل
ما يمت للعروبة بصلة, حتى أصبح أكثر الشيعة العرب أشد تعصباً وأكثر بغضاً للعرب والعروبة من الصفويين أنفسهم .


4- ما فائدة هذه الفتاوى الآنية والمغلفة بالمكر والخداع ومطابع إيران في الداخل والخارج تطبع الكتب لكل من أراد الطعن في صحابة رسول الله وامهات المؤمنين , وتُصدر الفتاوى يومياً بوجوب لعن وتكفير والبراءة من صحابة رسول الله وأزواجه , وأين كان خامنئي عن هذه الكتب وعن تلك الفتاوى ؟ ولماذا يسمح بمثل هذه الإساءات لرموز ( أخوانهم ) السنة والتي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاثين عاماً , ولماذا إنتظر خامنئي حتى أحرج من قِبل شيعة
الإحساء لكي يصدر هذه الفتوى إن صح أنه أصدرها فعلاً ؟


5- لماذا لم يُصدر فتوى صريحة في تكفير من يتهم أم المؤمنين عائشة بالزنا ؟ وبمن يكفر الصحابة وأمهات المؤمنين ؟ كما فعل سيده المقبور خميني عندما أهدر دم سلمان رشدي عندما تهجم على النبي وأزواجه ؟ والعجب أن الخميني وزبانيته كفروا سلمان رشدي وكأنهم كفروا أنفسهم , لأن سلمان رشدي لم يأتي إلا بالقليل مما يعتقد به الشيعة ومنهم الخميني في رسول الله وزوجاته ؟ ولو كان سلمان رشدي مطلعاً على ما في كتب الخميني وغيره من مراجع الشيعة لقال لهم : وما قلتُ إلا بالذي علمت سعدُ !!


6- إن كان خامنئي ومراجع الشيعة من وراءه صادقون فيما يدعون , فعليهم أولاً إصدار فتوى موحدة تكفر وتجرم كل من يكفر صحابة رسول الله وأزواجه أو من يتهمهم بأي تهمة تخل بإسلامهم وشرفهم وفضلهم ومكانتهم من رسول الله , وعليهم حرق كل كتاب فيه شيءٌ من هذا الكذب والإفتراء ومنع طباعة تلك الكتب وتداولها ومحاكمة أصحاب المطابع وإغلاقها , وكذلك تجريم كل من يسخر من العرب ويحرض على كراهيتهم والحط من قدرهم .

7- نعيد ونكرر بأننا أمة الإسلام لسنا بحاجة للشيعة والأمة سائرة بدونهم منذ الف وأربع مئة عام , ولم يشاركنا الشيعة
في بناء هذه الامة بل على العكس , كانوا دائما معول هدم وكانوا دائما طابوراً خامساً , لذا فإن أراد الشيعة الدخول ضمن هذه الأمة فعليهم تنفيذ شروط الإنضمام لهذه الأمة وإلا فليذهبوا إلى الجحيم , وهم على كل حال شرذمة قليلة لا تكاد تبين .


واما بالنسبة لما ذكره الكاتب وبما إستشهد به من أقوال أئمة أهل البيت ورأي أهل البيت في صحابة رسول الله وازواجه , فالأمر الملتبس على البعض هو أن البعض يعتقد أن الشيعة يصدرون بأراءهم وفتاواهم عن آل البيت , وهذا خطأ كبير وجهل عظيم , فليس لأهل البيت علاقة بما يعتقده الشيعة , ولم يكن آل البيت في
يوم من الايام من الشيعة أو أن الشيعة من أتباعهم , ولم يكن لآل البيت معتقد غير معتقد المسلمين , بل إن آل البيت من علي بن أبي طالب إلى الحسن العسكري ( هؤلاء الأئمة عند الشيعة بزعمهم ) لم يؤلفوا كتاباً واحداً خاصاً بهم , ولو كان لهم أراء غير ما لدى المسلمين لوجدت لهم كتب كما هي لباقي فرق المسلمين كالمعتزلة والجهمية والقدرية وغيرهم , علماً بأن أئمة آل البيت الذين يدعونهم الشيعة عاصروا كل تلك الفرق .


وكل ما نسب لآل البيت من أقول أو كتب إن وجدت , هي في الحقيقة مكذوبة عليهم ولا يوجد دليل عند الشيعة فضلاً عن المسلمين بصحة نسبة
هذه الكتب والأقوال إليهم , وأصح كتابٍ عند الشيعة هو كتاب نهج البلاغة وهو اصح من القرآن عند مراجع الشيعة , وهذا الكتاب المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألفه الشريف المرتضى بعد أربع مئة عام من وفاة علي وهو فوق ذلك ليس له سند , وفيه من المتناقضات ما يسقطه ويبطل الإحتجاج به .


بقي أن ننبه إلى ما قاله صاحب المقالة في الخميني ومحمد حسين فضل الله وثناءه عليهم وشكره لجهودهم للدفاع عن صحابة رسول الله وامهات المؤمنين , ونقول له : الخميني وفضل الله يقولون لك : يا ما في الجراب يا حاوي .
أما الخميني فنحيلك إلى
كتبه فقرأها , فإن لم تجد تكفير الصحابة وعلى رأسهم أبوبكر وعمر ولم تجد تكفير ولعن أزواج النبي , والتصريح بتحريف القرآن , وإتهام النبي والحط من قدره والإستخفاف به وتفضيل الأئمة عليه وعلى كل الانبياء والرسل , فأكون أنا أبو سعيد من الكفرة الفجرة . وهل جاء ما جاء من كفر وزندقة إلا من الخميني ؟ وما ياسر الخبيث وغيره من مراجع الكفر والزندقة إلا عيالٌ على الخميني وكتبه وفتاواه .


واما محمد حسين فضل الله , فيكفي أن تقرأ في موقعه فتواه التي تحرم زواج الشيعية من سني, لتعلم أن السني عند فضل الله كالنصراني واليهودي , وهذه تكفي عن
غيرها من خزايا مراجع الخُمس والمتعة . وليعلم الجميع أن فضل الله لم ينكر قصة كسر ضلع الزهراء بل شكك فيها , ولم يشكك فيها دفاعاً عن عمر ولكن غيرةً لشجاعة علي الذي تظهره القصة جباناً رعديداً تضرب زوجته ويسقط جنينها ويهاجم بيته ولا يحرك ساكناً , ورغم ذلك كفره الشيعة ولعنوه.


أخيراً ,, كنا نتمنى أن لا يتلبس بعض الكُتاب بالنفاق , فلما قيل ما قيل في أم المؤمنين لم تتحرك غيرتهم ولم تنطق السنتهم وكلت أقلامهم عن الكتابة للدفاع عن زوج نبيهم , ولكن نشطت نفوسهم وسال حبر أقلامهم عندما زُعم أن رأس الفتنة وكبير الزنادقة أصدر فتوى
تحرم المساس برموز السنة , وليتهم سكتوا عن الثانية كما سكتوا عن الأولى , ولكن هيهات , لا بد للغباء والجهل والإنبطاح من الظهور متمثلاً بمثل هذه الأقلام المأجورة المنافقة الغبية .


إن من يريد تحقيق مكاسب سياسية شخصية عليه أن يبحث لها عن طرق غير طريق الدين , عليه أن يحقق مكاسبه بعيداً عن ثوابتنا ومعتقداتنا , ولن نرضى ولن نسمح بذلك, وسوف يأتي اليوم الذي سنحاسب فيه كل من مد يده للعدو من أجل تحقيق مكاسب إقليمية ضيقة ومحدودة ضارباً عرض الحائط بالمصلحة العظمى والكبرى للأمة جمعاء .




 
 

 
 
 
 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق