بسم الله الرحمن الرحيم
لقد توصلت
بعد سنين طويلة من المناقشات والمناظرات
والجدال مع هؤلاء الأرفاض إلى أن المرض الأساسي
عندهم مصدره العقل الشيعي وخصائصه وطبيعته التي
تخالف عموم البشر فكتبت مقالي بعنوان محاكمة العقل
الشيعي وكنت أظنه خاتمة مقالاتي لأنني لا أريد أن
أضيع وقتي مع أناس بمثل هذا النوع من العقل الغريب
والمنكر بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .إلا أن
بعض الاخوة سامحهم الله لا زالوا يستدرجوني لإعادة
جولات النقاش مع هؤلاء الأرفاض .هذا وللتعليق على
الموضوع الرئيسي إخترت فقط إرث الرسول وموقف سيدنا
أبا بكر من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
وأرجو أن أؤكد على مايلي :
1_إن العقل
الشيعي الغريب الأطوار والمنفعل والغريب والمنكر
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخطىء أفضل الخلق
بعد رسول الله والأنبياء سيدنا وإمامنا أبا بكر
الصديق رضي الله عنه وأرضاه .
2_إن أبا
بكر كخليفة لرسول الله قد حكم بما أنزل الله متبعا
كتاب الله وسنة رسوله ولا يضره إن غضب من غضب من
البشر ما دام أنه لم يخالف حكم الله ورسوله .
3_إن قبول
الصحابة لحكم أبي بكر ومنهم سيدنا علي ليؤكد تمام
التأكيد صحة ما جاء به أبو بكر
4_لو كان
سيدنا علي يعتقد بخطأ أبي بكر في موضوع إرث الرسول
لماذا لم يسترد هذا الإرث باعتباره يؤول إليه وإلى
أبنائه؟ ,
هذا وأرجو
من كافة الاخوة عدم إستدراجي للرد على أناس يملكون
هذا النوع من العقل المنفعل
أبو محمد!
محاكمة العقل الشيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان
إلى يوم الدين , أجمعين الذين قاموا بالحق وبه
كانوا يعدلون
.
أما بعد
تمهيد:
العقل هو الذي يتحكم في طريقة
تفكير أي جماعة أو مذهب او ديانة أو طائفة أو شعب
أو عرق أو لون وعلى الإنسان كفرد من طائفة أو
مجموعة أو ديانة أن يتعرف بعين النقد على العقل
الذي يسير هو في فلكه وفي مداره والطريق الذي يمضي
عليه ,والعقل في مجمله عقلان عقل منفعل وعقل فاعل
فأما المنفعل فهو الذي يسيره عقل آخر فاعل و!ذا
أراد الله بعبده خيرا وفقه حتى ينتقل الانسان من
عقله المنفعل الى عقله الفاعل وهذه طريقة الأنبياء
عليهم السلام ,نقد ما عليه قومهم من عقل منفعل
يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم وتشجيعهم على
الإنتقال إلى العقل الفاعل الذي يدرك حق الإدراك
صلته بخالقه ,ولو أن جميع الفرق والمذاهب بل حتى
كل أهل الأديان المختلفة قاموا بإعمال وتشغيل
العقل الفاعل لالتقى الجميع في محطة واحدة وهي
توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وسألقي في هذه
المقالة السريعة نقاطا على العقل الشيعي الذي
يستحق محاكمة تاريخية حتى يصل الانسان الشيعي الى
حالة من الاستبصار الحقيقي ,وأول نقطة في
الاستبصار هي ان يتعرف هذا الانسان على الله
سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم (ولا تكونوا
كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم
الفاسقون)فمن عرف ربه عرف نفسه ,ومن نسي ربه ولم
يتعرف عليه لم يعرف نفسه فدعاه ذلك الى الفسق
والمروق عن النظام الالهي فلذا بعد هذه الآية
الكريمة عرف الله بنفسه قائلا(هو الله الذي لااله
الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن
الرحيم)الآيات .
التفصيل :
العقل الشيعي يبدأ منذ نعومة أظفاره إلى أن يبلغ
فتتبلور في ذهنه مجموعة من الأفكار تطبع نفسيته
بطابع معين وطريقة تفكيره وكلامه وتطلعاته بطابع
تتبلور فيه أفكار معينة تمثل العقل الشيعي الذي هو
عقل منفعل كأي عقل من العقول وهنا تكمن الصعوبة في
حدوث الانقلاب الحقيقي من خلال تحويل المسار الى
العقل الفاعل ونقد جميع هذه الأفكار التي كونت
شخصية الانسان الشيعي وهذا الانقلاب الثورة
لانريدها فقط في العقل الشيعي بل حتى العقل السني
والغربي والشرقي فالانسان لايمكن أن يصل الى مرحلة
التكامل والكمال العلمي والعملي الا من خلال هذا
المنهج
لا
والشخص الذي لا يريد أن يناقش افكاره هو شخص ضعيف
يخشى على افكاره من الضياع لإنها قائمة على أسس
ضعيفة ,فلا يمكن ان تصمد امام تحديات العصر في أفق
عالم متغير لايعترف الا بالحقائق والمناقشة ,ولا
يعرف ا لالتواء ,ومهما تكن عند امرئ من خليقة وان
خالها تخفى على الناس تعلم
العقل الشيعي قائم على المبادئ التالية
:
1_التلون الدائم
2_التوجس الدائم.
_3الحقد الدائم
الرغبة فيالإنتقام _4
5_الرغبة في الثأر
الروح الثأرية وليس الثورية .فثورة
الخميني في ظاهرها ثورية ولكن في باطنها ثأرية لأن
الثورة اذا انجحت وانحرفت تتحول من ثورية الى
ثأرية.ولذا نرى بأم أعيننا كيف ان الثورات السنية
في مصر وتونس وليبيا واليمن لم تكن ولم تؤول إلى
الثأرية بينما الشيعة في البحرين من اول يوم
جعلوها ثأرية
6_الروح الجدلية
7_الروح الفلسفية
العقل الشيعي هو ضحية الفلاسفة
الذين ضلوا وأضلوا ولذا لانجد مجتمع مهتم بالفلسفة
مثل المجتمع الشيعي ,والفلسفة هي بديل عن الوحي
الإلاهي,والعبرة عند علماء الشيعة بالعقل لابالنقل
-في العقائد
8_الروح الإنضباطية
التنظيم وحسن الإدارة وخصوصا ادارة
الأزمات
9_الروح الإدارية.
وهذين أمرين محمودين في العقل
الشيعي ونجدهما مفقودين في العقل السني الذي يعاني
من الفوضى في عصرنا هذا .
10_الروح اللانقدية.
العقل الشيعي يحمي نفسه من النقد من خلال تجذير
ثقافة أن تقبل النقد والدخول فيه خارج عن استيعاب
عامة الناس حيث يقوم علماء الشيعة بصنع فاصل أشبه
بالإسفين الكبير بين عامة الناس وبين القرآن
والسنة فلا يفهم القرآن إلا العلماء أصحاب العقل
الفاعل وليس للعامة أصحاب العقل المنفعل إلا قراءة
ظاهر القرآن وظاهر القرآن غير مراد وأي واحد من
المخالفين فإنما يناظر من خلال ظاهر القرآن
فالمناظر لن يكون بأحسن حالا من المناظر الشيعي
وذلك لأن الآية القرآنية لها ظهر وبطن ولكل بطن
ظهر وبطن الى سبعين بطنا
.
وهذه طريقة لتحييد القرآن والسنة عن حياة الناس
حتى يتسنى لعلمائهم أن يقودهم كيفما شاؤوا وأن
يدعوا أن هذا هو مراد الله والأئمة -على حد زعمهم-.
الشيعة الذين يقرؤون هذا الكلام ممكن أن يقول
احدهم نحن لسنا متلونيين ولا حاقدين الخ.
وهذا القول لاينفع قائله ,لأن قائله احد رجلين
:
1_شخص لايدري ما يقول ولا يفرق بين
الغث والسمين.
أو شخص لايزال تحت تأثير الحالة
الانفعالية 2_
ومجرد النفي لاينفع لأن هذه الخصائص للعقل الشيعي
هي مسلمات وليست نظريات تحتمل الصواب والخطأ ,ولذا
فإن نفي هذه النقاط يعمق الإيمان أكثر وأكثر بعدم
الثقة في كل ما يصدر عن العقل الشيعي ولو أردنا أن
نحصي شطحات هذا الفكر الشيعي الناتج عن هذا العقل
فسنحتاج إلى مجلدات كبيرة هي في الحقيقة نتاج ما
كتب عن شطحات وخزعبلات هذا العقل الخيالي منذ
ظهوره وحتى كتابة هذا المقال !!..
ولذا نريد من الشيعة أن يقولوا:
هل فعلا نحن متلونون ولماذا ؟
هل نحن نطلب ثأرا ولماذا ؟ولمصلحة من؟الخ.
بهذه الطريقة سيتحرك العقل الفاعل والنقد البناء
لا بد من الاعتراف بأن الشيعة اصحاب دين مختلف
تماما عن دين أهل السنة لهم أركان إسلامهم
المختلفة ولهم نظام حكمهم ولهم عقائدهم الخاصة بهم
بل أن من أساسيات الدين الشيعي هو شن الحروب على
المسلمين أهل السنة بسبب وبلا سبب ,واما اليهود
والنصارى فحربهم مبنية على قاعدة الموازنات
(المصالح والمفاسد) ..
والسؤال الذي يحتاج إلى الإجابة هل
يمكن نقد العقل الشيعي وتهذيبه وجعله عقلا اسلاميا
صالحا لأن يكون بجانب الفقه الشافعي والحنبلي
والحنفي والمالكي والظاهري والزيدي كما يريد دعاة
التقريب بين السنة والشيعة ؟؟ .
الجواب بلا وألف لا !!.مادام العقل
الشيعي ينقسم إلى عقل منفعل يشكل الغالبية من
البسطاء والمخدوعين وإلى عقل فاعل يشكل القلة
القليلة من العلماء وحتى هذا العقل الفاعل للنخبة
من رجال الشيعة هو في حد ذاته عقل منفعل للشيطان
فكيف يصلح هذا العقل ؟؟! .
والآن:
هل هذا العقل بهذه الصفات المذكورة
يمكن إصلاحه أو حتى يمكن التعايش معه في ظل تحديات
العصرالمتواكبة ,؟
الإشكالية :ان الأمم الكبرى في عصرنا هذا ,لايمكن
أن تتعايش مع هذا العقل الغريب الأطوار ,إلا أن
الأمم المتقدمة هي من الذكاء بحيث أن هذاالعقل
يسهل استخدامه لتنفيذ مصالح الدول الكبرى وهذا ما
حدث من إستغلال الدول الكبرى لهذا العقل الشيطاني
وتوجيهه لخدمة مصالحها الإستراتيجية ,فأنت أمام
عقل متلون براغماتي يفلسف أي تصرف يقوم به ,حاقد
ملئ بالخرافات ثأري تستطيع من خلال آماله وآلامه
أن توجهه لمصلحتك وقد توجهه لأن يلقى حتفه أيضا
,فإنه عقل مخيف وغير متزن
.
ثم إنه عقل غير قابل للثبات والتماسك بل هو قابل
للإنقسام والتشظي ,في الوقت الذي لايمكنه الاندماج
الانساني ,وذلك لأن القيم الإنسانية منتفية عن
العقل الشيعي ,مثل قيمة الولاء للوطن والمحبة في
الله والتآلف والأخلاق الصادقة -وليست
الحسنة-فهناك فرق فليس كل من عاملك بالحسنى فهو
صادق ,ولذا فإن العقل الشيعي يلزم اتباعه بأحد
أمرين
:
إما أن تكونوا كل شئ وإما الا
تكونوا شيئا ,وهنا يكمن الخطر العظيم ,الذي يودي
بكوارث على المدى المتوسط والبعيد .
الخاتمة:
الحكم النهائي على العقل الشيعي "
عقل منفعل يتلقى فكره من عقل فاعل
يتلقى علمه من الشيطان فكيف نطمئن لهذا العقل وكيف
نتعايش معه؟؟ .والله المستعان .
إعداد/أبو محمد مهنا >
موقف
سيدنا أبي بكر رضي الله عنه من السيدة فاطمة
الزهراء رضي الله عنها في موضوع إرث الرسول
فدك: بين أبو بكر الصديق و
السيدة فاطمة (رضي الله عنهما)
أرض فدك ، قرية في الحجاز كان يسكنها طائفة من
اليهود، و لمّا فرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من
خيبر، قذف الله عز
وجل في قلوبهم الرعب ، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم على فدك ، فكانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه
وسلم لأنها مما لم يُوجف عليها بخيل و لا ركاب.
و رغم أنّ خلاف الخليفة أبو بكر مع السيدة فاطمة
رضوان الله عليهما
كان خلافاً شرعيا سائغاً بين طرفين يملك كل منهما
أدلة على رأيه إلا أنّ حساسية البعض من شخصية أبو
بكر تجعله ينظر إلى الأمور بغير منظارها فتنقلب
الحبة إلى قبة. و لو أننا استبدلنا شخصيات القصة (
أبو بكر و فاطمة ) بفقيهين من الشيعة مثلاً أو
مرجعين من مراجعهم لكان لكل طرف منهما مكانته
وقدره دون التشنيع عليه وإتهام نيته ، ولكانت
النظرة إلى رأي الطرفين نظرة احترام وتقدير على
اعتبار وجود نصوص وأدلة يستند إليها الطرفين في
دعواهما وإن كان الأرجح قول أحدهما. لكن أمام (
ابو بكر ) و ( فاطمة ) الأمر يختلف ، فأبو بكر عدو
للشيعة قبحهم الله
وما دام عدواً فكل الشر فيه وكل الخطأ في رأيه
(حاشاه الله من ذلك) ، هكذا توزن الأمورلدى العقل
الشيعي المنفعل!!! توزن بميزان العاطفة التي لا
تصلح للقضاء بين متنازعين فكيف بدراسة أحداث
تاريخية ودراسة تأصيلها الشرعي!!! .من
هؤلاء الأقزام حتى يخطئوا أبا بكر رضي الله عنه
وأرضاه ألم يدركوا فضائل ومناقب أبي بكر التي يعجز
العقل عن وصفها ومنها حديث الرسول المشهور صلى
الله عليه وآله وسلم
لو وزن إيمان أبي بكر
بإيمان أهل الأرض لرجحت كفة أبي بكر وهو حديث له
شاهد من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنهُ , وأقول
أنهُ لو وزن إيمان الأرض بإيمان أبي بكر لرجحت كفة
أبي بكر الصديق رضيَ الله عنهُ , والحديث له شواهد
ترقى بهِ إلي درجة الصحيح , وقد قال بعض أهل العلم
أنهُ من قول عمر بن الخطاب رضيَ الله عنهُ , وهناك
دلائل وبينات على أنه لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان
أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر , فالحديث صحيح ,
ولو وزن إيمانهُ بإيمان أهل الأرض لرجح , وهذا لا
ينكرهُ سني إذ أن له من الفضل والإيمان ما يجعلهُ
كذلك , وهناك دلائل تشير على صحة هذا الحديث
,
لكن المنصف الذي لا ينقاد إلى عاطفته بل إلى الحق
حيث كان ، يقف وقفة تأمل لذاك الخلاف ليضع النقاط
على الحروف فأرض فدك هذه لا تخلو من أمرين: إما
أنها إرث من النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها
أو هي هبة وهبها رسول الله لها
يوم خيبر.
فأما كونها إرثاً فبيان ذلك ما رواه البخاري و
مسلم و غيرهما من أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه
وسلم جاءت فاطمة رضوان الله عليها
لأبي بكر الصدّيق تطلب منه إرثها من النبي عليه
الصلاة والسلام في فدك وسهم النبي صلى الله عليه
وسلم من خيبر وغيرهما. فقال أبو بكر الصدّيق: إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: ( إنّا لا نورّث ، ما تركناه صدقة
) وفي رواية عند أحمد ( إنّا معاشر الأنبياء لا
نورّث )، فوجدت فاطمة على أبي بكر بينما استدلت
رضوان الله عليها
بعموم قوله تعالى { يوصيكم الله في
أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
}.
و لنكن حياديين ها هنا ولننسى أنّ المطالب بالإرث
امرأة نحبها ونجلها لأنها بنت نبينا وأنّ لها من
المكانة في نفوسنا وعند الله عز
وجل ما لها ، لنقول : كلام محمد عليه الصلاة
والسلام فوق كلام كل أحد ، فإذ صح حديث كهذا عن
رسول الله فلا
بد ان نقبله ونرفض ما سواه ، فإذا كان الأمر كذلك
فلماذا نلوم أبو بكر على التزامه بحديث رسول الله وتطبيقه
إياه بحذافيره ؟!!
لقد صح حديث ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ) عند
الفريقين السنة والشيعة ، فلماذا يُستنكر على أبي
بكر استشهاده بحديث صحيح ويُتهم بالمقابل باختلاقه
الحديث لكي يغصب فاطمة حقها في فدك؟!! أما صحته
عند أهل السنة فهو أظهر من أن تحتاج إلى بيان ،
وأما صحته عند الشيعة فإليك بيانه:
روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه
السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ
الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن
ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر ) قال عنه
المجلسي في مرآة العقول 1/111 ( الحديث الأول ( أي
الذي بين يدينا ) له سندان الأول مجهول والثاني
حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح ) فالحديث إذاً
موثق في أحد أسانيده ويُحتج به ، فلماذا يتغاضى
عنه علماء الشيعة رغم شهرته عندهم!!
والعجيب أن يبلغ الحديث مقدار الصحة عند الشيعة
حتى يستشهد به الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية
على جواز ولاية الفقيه فيقول تحت عنوان (صحيحة
القداح ) : ( روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد
بن عيسى عن القداح ( عبد الله بن
ميمون ) عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به
طريقاً إلى الجنة … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ،
إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ،
ولكن ورّثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر)
ويعلق على الحديث بقوله ( رجال الحديث كلهم ثقات ،
حتى أنّ والد علي بن إبراهيم ( إبراهيم بن هاشم )
من كبار الثقات ( المعتمدين في نقل الحديث ) فضلاً
عن كونه ثقة ) ثم يشير الخميني بعد هذا إلى حديث
آخر بنفس المعنى ورد في الكافي بسند ضعيف فيقول (
وهذه الرواية قد نقلت باختلاف يسير في المضمون
بسند آخر ضعيف ، أي أنّ السند إلى أبي البختري
صحيح ، لكن نفس أبي البختري ضعيف والرواية هي: عن
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
خالد عن أبي البختري عن أبي عبد اله عليه السلام
قال: ( إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أنّ
الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما
ورّثوا أحاديث من أحاديثهم …
))
إذاً حديث ( إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا
درهماً و لكن ورّثوا العلم ) صحيح كما بيّن ذلك
الخميني والمجلسي من قبله ، فلماذا لا يؤخذ بحديث
صحيح النسبة إلى رسول الله مع
أننا مجمعين على أنه لا اجتهاد مع نص؟!! ولماذا
يُستخدم الحديث في ولاية الفقيه ويُهمل في قضية
فدك؟!! فهل المسألة يحكمها المزاج؟!!
إنّ الاستدلال بقول الله تبارك
وتعالى عن زكريا عليه السلام على جواز توريث
الأنبياء لأبنائهم استدلال غريب يفتقد إلى المنطق
في جميع حيثياته ، وذلك لعدة أمور هي:
أولاً : لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك
وتعالى ولداّ لكي يرث ماله فكيف نرضى أن ننسب ذلك
لنبي كريم كزكريا عليه السلام في أن يسأل الله ولداً
لكي يرث ماله ، إنما أراد زكريا عليه السلام منالله عز
وجل أن يهب له ولداً يحمل راية النبوة من بعده ،
ويرث مجد آل يعقوب العريق في النبوة.
ثانياً : المشهور أنّ زكريا عليه السلام
كان فقيراً يعمل نجاراً ، فأي مال كان عنده حتى
يطلب من الله
تبارك وتعالى أن يرزقه وارثاً ، بل الأصل في
أنبياء الله تبارك
وتعالى أنهم لا يدخرون من المال فوق حاجتهم بل
يتصدقون به في وجوه الخير.
ثالثاً : إنّ لفظ ( الإرث ) ليس محصور
الاستخدام في المال فحسب بل يستخدم في العلم
والنبوة والملك وغير ذلك كما يقول الله تعالى
وقوله تعالى فلا دلالة في الآية السابقة على وراثة
المال.
رابعاً : حديث ( إنّ الأنبياء لم يورّثوا
ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم ) الذي
ذكرناه آنفاً يتضمن نفي صريح لجواز وراثة أموال
الأنبياء ، وهذا كاف بحد ذاته.
و كذلك الحال في قوله تعالى فإنّ سليمان عليه
السلام لم يرث من داود عليه السلام المال وإنما
ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين إثنين:
الأول : أنّ داود عليه السلام قد اشتُهر
أنّ له مائة زوجة وله ثلاثمائة سريّة أي أمة ، وله
كثير من الأولاد فكيف لا يرثه إلا سليمان عليه
السلام؟!! فتخصيص سليمان عليه السلام حينئذ بالذكر
وحده ليس بسديد.
الثاني : لو كان الأمر إرثاً مالياً لما
كان لذكره فائدة في كتاب الله تبارك
و تعالى، إذ أنّه من الطبيعي أنّ يرث الولد والده
، والوراثة المالية ليست صفة مدح أصلاً لا لداود
ولا لسليمان عليهما السلام فإنّ اليهودي أو
النصراني يرث ابنه ماله فأي اختصاص لسليمان عليه
السلام في وراثة مال أبيه!! ، والآية سيقت في بيان
المدح لسليمان عليه السلام وما خصه الله به
من الفضل ، وإرث المال هو من الأمور العادية
المشتركة بين الناس كالأكل والشرب ودفن الميت ،
ومثل هذا لا يُقص عن الأنبياء ، إذ لا فائدة فيه ،
وإنما يُقص ما فيه عبرة وفائدة تُستفاد وإلا فقول
القائل ( مات فلان وورث فلان ابنه ماله ) مثل قوله
عن الميت ( ودفنوه ) ومثل قوله ( أكلوا وشربوا
وناموا ) ونحو ذلك مما لا يحسن أن يُجعل من قصص
القرآن.
وأعجب من هذا كله حقيقة تخفى على الكثيرين وهي أنّ
المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار
و الأرض شيئاً ، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية
وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها
لفدك وهم لا يُورّثون المرأة العقار ولا الأرض في
مذهبهم؟!!
فقد بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان
( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) روى فيه
عن أبي جعفر قوله: ( النساء لا يرثن من الأرض ولا
من العقار شيئاً ) و روى الطوسي في التهذيب
والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا
عبد الله عليه
السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن
قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض
والعقار فلا ميراث لهن فيهما) و عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من
الأرض و لا من العقار شيئاً) و عن عبد الملك بن
أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: (ليس للنساء من
الدور والعقار شيئاً)
كما أنّ فدك لو كانت إرثاً من النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لكان لنساء النبي و منهن عائشة بنت أبي
بكر وزينب وأم كلثوم بنات النبي حصة منها ، لكن
أبا بكر لم يعط ابنته عائشة ولا أحد من نساء النبي
ولا بناته شيئاً استناداً للحديث ، فلماذا لا
يُذكر هؤلاء كطرف في قضية فدك بينما يتم التركيز
على السيدة فاطمة وحدها؟!!
هذا على فرض أنّ فدك كانت إرثاً من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أما إذا كانت فدك هبة وهدية من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها
كما يروي ذلك الكاشاني في تفسيره الصافي 3/186
فالأمر يحتاج إلى وقفة أخرى أيضاً. فعلى فرض صحة
الرواية والتي تناقضها مع روايات السنة والشيعة
حول مطالبة السيدة فاطمة رضوان الله عليها
لفدك كأرث لا كهبة من أبيها ، فإننا لا يمكن أن
نقبلها لاعتبار آخر وهو نظرية العدل بين الأبناء
التي نص عليها الإسلام. إنّ بشير بن سعد لمّا جاء
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فقال: يا رسول الله ،
إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال
النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال
النبي صلوات اللهوسلامه
عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور
)
فسمّى النبي صلى الله ليه
وآله وسلم تفضيل الرجل بعض أولاده على بعض بشيء من
العطاء جوراً ، فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل
الجور ( عياذاً بالله )؟!!
هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في
أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون
غيرها من بناته؟!! فكلنا يعرف أنّ خيبر كانت في
السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت
رسول الله في
الثامنة من الهجرة ، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة
من الهجرة ، فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة
رضوان الله عليها
ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! و الثبات من الروايات
أنّ فاطمة رضوان الله عليها
لمّا طالبت أبو بكر بفدك كان طلبها ذاك على اعتبار
وراثتها لفدك لا على أنها هبة من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم.
ولذا فإنّ فدك لم تكن لا إرثاً ولا هبة ، وهذا ما
كان يراه الإمام علي نفسه إذ أنه لمّا استُخلف على
المسلمين لم يعط فدك لأولاده بعد وفاة أمهم فاطمة
بحيث يكون له الربع لوجود الفرع الوارث ، وللحسن
والحسين وزينب وأم كلثوم الباقي وهذا معلوم في
التاريخ ، فلماذا يُشنع على أبي بكر في شيء فعله
علي بن أبي طالب نفسه ؟!! بل يروي السيد مرتضى (
الملقب بعلم الهدى ) في كتابه الشافي في الإمامة
عن الإمام علي ما نصه ( إنّ الأمر لمّا وصل إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام كُلّم في رد فدك ،
فقال: إني لأستحيي من الله أن
أرد شيئاً منع منه أبو بكر وأمضاه عمر
)
وما كدت أشرف على إغلاق ملف قضية فدك ومناقشة
أدلتها حتى وقعت على رواية طريفة تُعبر بالفعل عن
المأساة الحقيقة التي يعيشها من يريدون القدح بأبي
بكر بأي طريقة كانت ( شرعية وغير شرعية
)!!
روى الكليني في الكافي عن أبي الحسن قوله (
… وردّ على المهدي ، ورآه يردّ المظالم ، فقال: يا
أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تُرد؟ فقال له:
وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك
وتعالى لمّا فتح على نبيه صلى الله عليه
وآله فدك … ، فقال له المهدي: يا أبا الحسن! حدّها
لي ، فقال: حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ،
وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ).
فأين أرض في خيبر من مساحة كهذه ؟!! ألهذا الحد
يُستخف بعقول الناس من الشيعة ,فلا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم .
أبو محمد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق